في عالم اليوم، حيث تلعب التكنولوجيا دورا محوريا في كافة جوانب الحياة، تبرز أهمية المهارات التكنولوجية كعامل أساسي في تحديد المسار المهني للشخص المهاجر، ورفع فرص نجاحه المهني.

وبالنسبة للمهاجرين في المجتمع الأمريكي، تكتسب هذه المهارات بُعدًا إضافيًا؛ فهي لا تمثل فقط وسيلة للتأقلم مع بيئة جديدة، بل تعد أيضاً جسراً يربط بينهم وبين الثقافة والاقتصاد الذين يواجهونهما.

التواصل والتعلم:

قبل كل شيء، يقول الخبير محمد لديب “تساعد المهارات التكنولوجية المهاجرين على التواصل بفعالية مع محيطهم الجديد. يتمثل ذلك في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، للبقاء على اتصال مع العائلة والأصدقاء في أوطانهم الأصلية، مما يخفف من وطأة الغربة والشعور بالعزلة. علاوة على ذلك، تعد التكنولوجيا أداة حيوية في تعلم اللغة الإنجليزية والتعرف على الثقافة الأمريكية، مما يسهل على المهاجرين التواصل بشكل أكثر فعالية ويسرع من عملية اندماجهم في المجتمع”.

فرص العمل والتطور المهني:

وبشكل مهم، تلعب المهارات التكنولوجية دوراً هاماً في توفير فرص عمل للمهاجرين. حيث يقول المتحدث في هذا الإطار “في سوق العمل الأمريكي. الذي يتسم بتطوره التكنولوجي المستمر، تصبح معرفة التكنولوجيا ضرورية للمنافسة والنجاح”.

ويضيف “هذه المهارات لا تفتح أبواب العمل في شركات كبرى فحسب. بل تتيح أيضاً فرصاً للعمل الحر والريادة في مجالات تكنولوجية متنوعة، مما يمكن المهاجرين من استغلال مهاراتهم وخبراتهم بشكل أمثل”.

الحفاظ على الهوية الثقافية:

علاوة على ذلك، وفي نفس السياق، تعتبر التكنولوجيا أداة تمكينية للمهاجرين للحفاظ على ثقافاتهم وتراثهم. من خلال استخدام وسائل التواصل، الاجتماعي ومنصات الإنترنت المختلفة، يمكن للمهاجرين مشاركة عاداتهم وتقاليدهم، مع أفراد المجتمع الجديد. وكذلك الاطلاع على الثقافة الأمريكية وتقبلها. هذا التفاعل الثقافي يثري المجتمع ككل، ويساعد على بناء جسور التفاهم والتقدير المتبادل بين الثقافات المختلفة.

وتعتبر المهارات التكنولوجية عنصراً حيوياً في مسيرة الاندماج الناجح للمهاجرين في المجتمع الأمريكي. إنها تمثل أكثر من مجرد وسيلة للتواصل أو فرصة للعمل؛ إنها تعد جسراً للتفاعل الثقافي، والمشاركة الفاعلة في مجتمع متنوع. من هنا، تبرز الحاجة الماسة لتعزيز ودعم تطوير هذه المهارات لدى المهاجرين. لتمكينهم من الاستفادة الكاملة من فرصهم في بلدانهم الجديدة والمساهمة بشكل فعال في تطورها وازدهارها.