أمام الارتفاع المستمر والمتواصل لأسعار السلع الأساسية غبر العالم، يجد المهاجرون العرب في فرنسا أنفسهم في معركة مستمرة مع التضخم، خاصة في مراكز التسوق. يشكل التضخم تحدياً متزايداً يؤثر على مستويات المعيشة، ويضع هؤلاء المهاجرين في موقف صعب يتطلب منهم اتخاذ قرارات حكيمة ومدروسة.

استراتيجيات تكيفية متنوعة

ويقول أيمن شليي، الخبير العربي في مجال التسويق “مع زيادة الأسعار، يلجأ العديد من المهاجرين إلى استراتيجيات تكيفية متنوعة. يتجه الكثيرون نحو البحث عن عروض ترويجية أو تخفيضات، بينما يقوم آخرون بتغيير عادات الشراء الخاصة بهم، مفضلين شراء السلع الضرورية فقط. هذه التغيرات في السلوك الشرائي تعكس التأقلم مع الواقع الاقتصادي الجديد”.

ويضيف شلبي “تلعب المجتمعات المحلية دورا حيويا في دعم بعضها البعض. حيث أن الجمعيات الخيرية والمجموعات العربية تنظم حملات لجمع الطعام وتقديم المساعدات المالية للأسر الأكثر تضرراً من التضخم. هذه المبادرات تبرز روح التعاون والتضامن في مواجهة الصعوبات المشتركة.

من ناحية أخرى، يؤكد الخبير أن “المهاجرين العرب، يتفاعلون مع السياسات الحكومية الفرنسية المتعلقة بمكافحة التضخم. البرامج الحكومية التي تهدف إلى مساعدة الأفراد والأسر المتضررة تقدم بعض الدعم، لكن تبقى هناك حاجة لتوسيع نطاق هذه البرامج لتشمل المزيد من المهاجرين العرب، خاصة أولئك الذين يواجهون تحديات كبيرة في التكيف مع الظروف الاقتصادية الراهنة”.

طوير استراتيجيات التعامل مع التحديات

كما تظهر التوقعات المستقبلية للتضخم في فرنسا، أن هذه المعضلة قد تستمر لفترة طويلة. يتوجب على المهاجرين العرب تطوير استراتيجيات طويلة الأمد للتعامل مع هذه التحديات. يشمل ذلك البحث عن فرص عمل أفضل، تحسين المهارات المهنية، واستغلال البرامج التعليمية والتدريبية المقدمة من قبل الحكومة والمنظمات الأهلية.

وأخيراً، تلعب القصص الشخصية والشهادات دوراً مهماً في إلقاء الضوء على تجارب المهاجرين العرب مع التضخم. تروي هذه القصص عن تحديات يومية، من صعوبة تلبية احتياجات الأسرة إلى التوفير في الميزانية. تكشف هذه الشهادات عن الواقع المعيشي لهؤلاء الأفراد وتبرز الحاجة إلى حلول شاملة تضمن تلبية احتياجاتهم الأساسية في مواجهة التضخم المستمر.

خلاصة

ويخلص شلبي في تصريحه “من خلال هذا النظرة الشاملة، يظهر جليا أن المهاجرون العرب في فرنسا يقفون أمام تحدي كبير، ولكن مع الدعم المناسب والتضامن المجتمعي، يمكنهم تجاوز هذه المرحلة الصعبة والنهوض مجددا”.