مساحة إعلانية

الأسواق العالمية تستعيد زخمها وسط تفاؤل بتسويات سياسية وتجارية

مساحة إعلانية
الأسواق العالمية
مساحة إعلانية

في تحول ملحوظ، استعادت الأسواق العالمية عافيتها يوم الجمعة، حيث عمّت موجة من المكاسب البورصات الرئيسية عقب أنباء إيجابية من الشرق الأوسط والصين. فقد أسهم اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل في تهدئة المخاوف الجيوسياسية، بينما دعّمت صفقة تجارية بين الولايات المتحدة والصين معنويات المستثمرين عالميًا.

وتضمنت الصفقة تسريع تصدير المعادن النادرة إلى واشنطن، في خطوة ترمز إلى تقارب استراتيجي قد يُنهي حالة الاحتكاك التجاري التي أثّرت طويلًا على الاستقرار المالي الدولي.

 البورصات العالمية تحقّق مكاسب تاريخية

أظهرت مؤشرات البورصات الأوروبية والآسيوية استجابة فورية لهذه التطورات، حيث قفزت إلى مستويات غير مسبوقة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

  • ارتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.8%، مستعدًا لإغلاق أسبوعي على مكاسب تُقدّر بـ1.1%.
  • في لندن، أضاف مؤشر FTSE 100 نحو 0.5%، بينما زاد داكس الألماني 0.6%.
  • أما مؤشر MSCI للأسهم العالمية، فقد لامس ذروة جديدة، وسط تفاؤل واسع النطاق بنمو أرباح الشركات وتحسن بيئة الاستثمار.

وفي آسيا، ارتفعت المؤشرات اليابانية والكورية والصينية، مدعومة بارتفاع الطلب على الأصول عالية المخاطر. وتراجع المخاوف من تصعيد سياسي في المنطقة.

 الدولار الأميركي يتراجع مجددًا… واليورو ينتعش

في المقابل، واصل الدولار الأميركي فقدان بريقه، مسجلًا أدنى مستوياته منذ ثلاث سنوات ونصف أمام سلة من العملات الرئيسية. خاصة اليورو الذي قفز إلى 1.1708 دولار.

هذا التراجع يأتي وسط تنامي توقعات المستثمرين بأن الفدرالي الأميركي سيُقدم على خفض أسعار الفائدة قريبًا. بفعل التباطؤ الواضح في معدلات التضخم والاستهلاك.

وصرّح مارك هيفيلي، كبير المستثمرين في UBS:

“الأسواق لم تعد ترى الدولار كخيار جذاب، وهناك ميل واضح نحو الأصول المقوّمة باليورو والين، وحتى عملات الأسواق الناشئة بدأت تفرض نفسها مجددًا”.

 رهانات قوية على خفض الفائدة… وعيون تترقب التضخم

تزايدت رهانات الأسواق على أن الفدرالي سيُخفّض أسعار الفائدة بمقدار 64 نقطة أساس خلال 2025، وهو ارتفاع لافت مقارنة بالتقديرات السابقة (46 نقطة فقط).

ويتابع المستثمرون باهتمام بالغ بيانات التضخم الأساسية المنتظرة في وقت لاحق. والتي تعدّ المؤشر الأهم في تقييم توجه السياسة النقدية الأميركية المقبلة.

ويؤكد فاسيليوس جيوناكيس من “أفيفا إنفستورز”:

“المسألة تجاوزت التوقعات التقليدية… هناك إدراك بأن صورة الريادة النقدية الأميركية بدأت تتآكل، ما يعيد تشكيل منظومة التسعير في الأسواق العالمية”.

 النفط في منحنى متقلب… والسندات الألمانية تنتعش

أما على صعيد السلع، شهدت أسعار النفط تحسنًا طفيفًا، رغم تسجيلها أسوأ أداء أسبوعي منذ مارس 2023. حيث خفّ الضجيج حول اضطرابات الإمدادات عقب الهدنة الإيرانية الإسرائيلية.

  • عقود برنت صعدت إلى 68.06 دولار للبرميل.
  • أما خام غرب تكساس الوسيط فبلغ 65.54 دولار.

وفي الوقت نفسه، لامست عوائد السندات الألمانية طويلة الأجل أعلى مستوياتها منذ أربعة أشهر. ما يعكس رهانًا متزايدًا على تحفيز مالي مرتقب في ألمانيا وأوروبا عمومًا.

  قراءة في المشهد… بين الانتعاش والريبة

ورغم المؤشرات الإيجابية، لا تزال الأسواق العالمية تسير على حبل مشدود، بين تفاؤل بتسويات سياسية وتجارية. وتخوف من انتكاسات مفاجئة على جبهات متعددة، أبرزها تباطؤ الاقتصاد الأميركي، والغموض المحيط بالسياسة النقدية الأوروبية.

ويبدو أن المستثمرين يستعدون لـ مرحلة إعادة ضبط شاملة للأسعار. عنوانها خفض الفائدة، وضعف الدولار، وعودة تدريجية للثقة في الاقتصادات الناشئة.

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تعليقات (0)