مساحة إعلانية

التحول في تحالفات الشرق الأوسط: ترامب ونتنياهو يخرجان عن المسار التقليدي

مساحة إعلانية
توتر العلاقات بين ترامب ونتنياهو
مساحة إعلانية

توتر العلاقات بين ترامب ونتنياهو : من شراكة استراتيجية إلى برود سياسي

منذ وصول الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مجددًا في يناير 2025، سعى إلى إعادة هندسة التحالفات التقليدية في الشرق الأوسط، على قاعدة دعم غير مشروط لإسرائيل، تحديدًا لحكومة بنيامين نتنياهو. غير أن المؤشرات الأخيرة القادمة من واشنطن وتل أبيب توحي بتحول غير مسبوق: فتور واضح، وربما تصدع، في العلاقة بين الرجلين، بعد سنوات من التماهي العلني والتعاون السياسي العميق.

  مؤشرات التوتر: غياب التنسيق وقرارات أحادية

وفق ما أوردته صحيفة “إسرائيل اليوم”، نقلًا عن مصادر مقربة من الرئيس ترامب، فإن الأخير يشعر بخيبة أمل من نتنياهو، ويعتزم المضي قدمًا في خطوات تخص الشرق الأوسط دون التنسيق أو انتظار الموقف الإسرائيلي.

مثال ذلك، الاتفاق الأميركي الأخير مع جماعة الحوثي اليمنية بشأن وقف إطلاق النار، والذي تم التوصل إليه دون علم أو إشراك الحكومة الإسرائيلية، وترك تل أبيب في موقف المُراقب بدل الشريك. هذه الخطوة أثارت استياءً كبيرًا داخل دوائر صنع القرار في إسرائيل، التي اعتادت على أن تكون جزءًا من كل اتفاق يتصل بمصالحها الإقليمية.

  الحسابات الأميركية الجديدة: الواقعية بدل الولاء

لا يبدو أن هذه الخطوات تعني انقلابًا تامًا في موقف ترامب من إسرائيل، لكنه يعيد تموضعه السياسي في المنطقة على أساس الواقعية البراغماتية لا الولاء الأيديولوجي.
ترامب يدرك أن إسرائيل اليوم، وسط تعقيد الحرب في غزة وتصاعد الانتقادات الدولية، أصبحت عبئًا دبلوماسيًا في بعض الملفات، مما يفسر حرصه على فتح قنوات تفاوض جديدة حتى مع خصوم واشنطن التقليديين كالحوثيين، ما دام ذلك يصب في خدمة التهدئة وخفض التكاليف الجيوسياسية.


 “وقف النار مقابل الهدوء البحري”: دلالات الاتفاق مع الحوثيين

من أبرز نتائج هذا التحول كان اتفاق وقف الهجمات المتبادلة بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثي، والذي نصّ على وقف استهداف السفن الأميركية مقابل وقف القصف الجوي على اليمن، مع استثناء السفن الإسرائيلية من الاتفاق.
هذا التفصيل يثير تساؤلات كبرى حول مدى استدامة التحالف الأميركي-الإسرائيلي، في ظل بدء واشنطن برسم خطوط مصالحها بعيدًا عن “التحالف الكامل”.

 ما وراء التباعد: ملفات مفتوحة وحسابات 2026

من المرجح أن التوتر بين ترامب ونتنياهو لا يعود فقط إلى الحاضر، بل هو مرتبط كذلك بملفات انتخابية وأمنية قادمة.
ترامب يحضّر لحملته المقبلة في 2026، ويحاول تحسين صورته على الصعيد الدولي، خصوصًا بعد انتقادات حادة لإدارته الأولى بشأن انحيازه المطلق لإسرائيل.
وفي المقابل، يقف نتنياهو في وضع داخلي هشّ ومعزول دوليًا، وهو ما يجعل استمرار التنسيق مع واشنطن صعبًا ومكلفًا سياسيًا.

توتر العلاقات بين ترامب ونتنياهو : بداية خريطة جيوسياسية جديدة؟

التحولات الأخيرة في موقف ترامب تجاه إسرائيل، واختياره التصرف بشكل منفرد في ملفات حيوية مثل البحر الأحمر واليمن، تؤشر إلى انكشاف خلخلة في تحالفات كانت تُعتبر راسخة لعقود.
ما يجري ليس قطيعة، بل إعادة صياغة لمنطق المصالح في السياسة الخارجية الأميركية، حيث لم تعد تل أبيب وحدها في صدارة الأولويات.

التحول في تحالفات الشرق الأوسط اليوم يعكس دينامية جديدة تقودها واشنطن بشكل أكثر براغماتية وأقل أيديولوجية، وقد تكون له ارتدادات عميقة على شكل التوازنات في الإقليم.

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تعليقات (0)