
في خضم تقلبات السوق، تراجعت أسعار النفط بشكل ملحوظ خلال تداولات الخميس، متأثرة بعاملين رئيسيين: أولًا، المؤشرات المتزايدة على احتمال توصل واشنطن وطهران إلى صيغة اتفاق جديدة بشأن البرنامج النووي الإيراني، وثانيًا، صدور بيانات أميركية غير متوقعة أفادت بارتفاع كبير في مخزونات النفط الخام.
العقود الآجلة لخام برنت انخفضت بمقدار 2.26 دولار لتسجّل 63.83 دولارًا للبرميل. بينما هوى خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بـ2.27 دولار ليستقر عند 60.87 دولارًا للبرميل. ما يعكس مخاوف من احتمال حدوث تخمة في العرض العالمي إذا تم تخفيف العقوبات المفروضة على صادرات النفط الإيرانية.
التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي أشار فيها إلى اقتراب الاتفاق مع طهران. فتحت باب التوقعات بشأن عودة قوية للنفط الإيراني إلى الأسواق، خصوصًا بعد تصريحات لمسؤول إيراني أفاد فيها بأن بلاده “مستعدة لمناقشة التزامات جديدة مقابل رفع العقوبات الاقتصادية”.
بيانات المخزون تضغط والأسواق تراقب بحذر
بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية كشفت عن ارتفاع مفاجئ في المخزون التجاري من النفط الخام بمقدار 3.5 ملايين برميل. ليصل الإجمالي إلى 441.8 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 9 مايو، في حين كانت التوقعات تشير إلى انخفاض يقارب 1.1 مليون برميل.
ورغم استمرار جهود “أوبك+” للحد من فائض الإمدادات، إلا أن تقرير منظمة أوبك أشار إلى احتمال تباطؤ نمو الإنتاج من خارج التحالف. لا سيما في الولايات المتحدة.
من جهة أخرى، وكالة الطاقة الدولية رفعت توقعاتها لنمو الطلب على النفط خلال العام المقبل بمقدار 20 ألف برميل إضافي يوميًا، ليبلغ النمو المنتظر نحو 740 ألف برميل يوميًا، مدفوعة بتحسن التوقعات الاقتصادية وانخفاض نسبي في أسعار الخام.
الذهب يتماسك بانتظار إشارة من الفيدرالي الأميركي
في المقابل، حافظت أسعار الذهب على استقرارها النسبي خلال الجلسة نفسها. متوقفة عند مستوى 3177.90 دولارًا للأوقية، بعد أن لامست أدنى مستوى لها منذ العاشر من أبريل. وجاء هذا الأداء وسط ترقّب المستثمرين لبيانات مؤشر أسعار المنتجين الأميركي، في وقت تسود فيه التكهنات حول توجهات السياسة النقدية للفيدرالي الأميركي.
الأسواق تتوقع أن يُقدِم البنك المركزي على خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في أكتوبر المقبل. بعد أن أظهرت بيانات التضخم مؤشرات على تراجع الضغوط السعرية.
وتراجع سعر العقود الآجلة للذهب بنحو 0.22% إلى 3181.30 دولارًا، بينما تأثرت الأسواق إيجابيًا بتجميد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين لمدة 90 يومًا، ما خفف حدة التوتر لكنها لم تُنهِ حالة الحذر العام في الأسواق العالمية.
أداء المعادن الأخرى:
- الفضة: انخفضت بنسبة 0.45% إلى 32.08 دولارًا للأوقية.
- البلاتين: سجل زيادة طفيفة قدرها 0.14% إلى 986.90 دولارًا.
- البلاديوم: ارتفع بنسبة 0.28% ليصل إلى 958.47 دولارًا.
بين السياسة والطاقة: سيناريوهات مفتوحة
رغم الإشارات المتفائلة بشأن الاتفاق النووي، لا تزال الأسواق في حالة ترقب دائم لما ستؤول إليه المفاوضات الجيوسياسية. التي غالبًا ما تكون ذات أثر فوري على أسواق الطاقة والمعادن. في الوقت ذاته. تستعد الأسواق لاحتمالات تغييرات في توجهات الفائدة الأميركية، مما يزيد من تعقيد المشهد.
إذا ما تم التوصل إلى اتفاق بين واشنطن وطهران، فإن تدفق النفط الإيراني قد يُربك توازن العرض والطلب. في وقت يشهد فيه العالم تباطؤًا في الطلب الصناعي، وهو ما قد يدفع المنتجين داخل وخارج أوبك لإعادة النظر في استراتيجياتهم الإنتاجية.
تراجع أسعار النفط
تراجع أسعار النفط