المجاعة في قطاع غزة : أعلنت الهيئة الدولية (IPC) وفاة أكثر من نصف مليون شخص في غزة في ظروف مجاعة حقيقية، مع توقع امتداد الكارثة إلى خان يونس ودير البلح. فصائل المقاومة تندد بالصمت الدولي، وتطالب الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف بالتدخل الفوري لوقف الإبادة الجماعية. 

أصدرت فصائل المقاومة الفلسطينية، اليوم السبت، بياناً حاداً رفضت فيه ما وصفته بـ”التأخر الفادح” في إعلان الأمم المتحدة وصول مدينة غزة إلى مستوى المجاعة، بعد أكثر من عام على حصار وتجويع ممنهج يمارسه الاحتلال الإسرائيلي بحق أكثر من مليوني فلسطيني. واعتبرت الفصائل أن هذا الإعلان يأتي في ظل تصعيد عسكري مكثف وتحضيرات ميدانية لاحتلال كامل لمدينة غزة، في إطار ما وصفوه بـ”حرب الإبادة المنظمة”.

إعلان متأخر بعد كارثة إنسانية مستمرة

وأكدت الفصائل في بيان مشترك أن الإعلان الأممي، وإن كان مهماً من حيث التصنيف، فإنه جاء متأخراً جداً، بعد أن شهد القطاع انهياراً شاملاً في البنية التحتية، وتدميراً شبه كامل للمستشفيات، وانعداماً شبه تام للمواد الغذائية والطبية. وأشار البيان إلى أن “العالم صمت طويلاً بينما كانت العائلات تُجبر على أكل القوارض، والأطفال يموتون بسبب سوء التغذية، والمرضى يستشهدون جراء انقطاع الأكسجين عنهم”.

المجاعة في قطاع غزة تهدد 500 ألف فلسطيني

وأعلنت الهيئة الدولية لمراقبة الجوع (IPC)، أمس، تأكيداً رسمياً على وقوع مجاعة حقيقية في محافظة غزة، بناءً على معايير صارمة تستخدم عالمياً. وأوضحت أن أكثر من نصف مليون فلسطيني يعيشون الآن في ظروف كارثية من الجوع وسوء التغذية الحاد، مع توقعات بامتداد المجاعة إلى مناطق دير البلح وخان يونس بنهاية الشهر الحالي.

معايير إعلان المجاعة: 3 شروط حرجة

وتنص المعايير الدولية لإعلان المجاعة على تحقق ثلاثة شروط متزامنة:

• معاناة 20% على الأقل من الأسر من نقص غذائي حاد.
• إصابة 30% من الأطفال دون سن 5 سنوات بسوء تغذية حاد.
• تجاوز معدل الوفيات شخصين يومياً لكل 10 آلاف نسمة.

وقد تم التحقق من استيفاء هذه الشروط في غزة، ما يجعل هذا الإعلان الأول من نوعه في الشرق الأوسط، بعد حالات سابقة في الصومال (2011)، جنوب السودان (2017 و2020)، ودارفور (2024).

بيان أممي مشترك يجبر على التدخل

وتأييداً لهذا التصنيف، أصدرت منظمة الصحة العالمية (WHO)، ويونيسيف، وبرنامج الأغذية العالمي (WFP)، والفاو بياناً مشتركاً من جنيف. حيث أكدت فيه أن أكثر من 500 ألف فلسطيني في غزة يعيشون الآن في حالة مجاعة فعلية. وشددت المنظمات على أن المجاعة تنتشر في جميع أنحاء القطاع، ودعت إسرائيل إلى ضمان دخول المساعدات الإنسانية دون عوائق.

الصحة العالمية: “الأولى في الشرق الأوسط”

ووصفت منظمة الصحة العالمية الوضع بأنه “كارثة غير مسبوقة”. مؤكدة أن هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها مجاعة في منطقة الشرق الأوسط، رغم تكرار الأزمات الإنسانية في المنطقة.

فصائل المقاومة تطالب بالتحرك الفوري

في المقابل، طالبت فصائل المقاومة الفلسطينية المجتمع الدولي. وبخاصة الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف، بالتحرك العاجل وفق بروتوكولات التعامل مع المجاعات، والتي تشمل:

• فتح ممرات إنسانية آمنة فوراً.
• إدخال الغذاء والدواء دون قيد أو شرط.
• فرض حظر جوي وبحري على شحنات الأسلحة المتجهة إلى الكيان الإسرائيلي.
• محاسبة مرتكبي جرائم الحرب، خصوصاً تلك المرتبطة بالتجويع المتعمد.

وأكد البيان أن “التجويع ليس ظاهرة طبيعية، بل أداة حرب ممنهجة، وجريمة ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم”.

الاحتلال يجهّز لاحتلال غزة وسط المجاعة

وفي الوقت نفسه، كشفت المصادر المقاومة عن استعدادات عسكرية إسرائيلية واسعة لاحتلال كامل لمدينة غزة. في إطار ما وصفوه بـ”المرحلة النهائية من حرب الإبادة”. وحذرت من أن “الاحتلال يسعى إلى محو الوجود الفلسطيني في القطاع، ليس فقط بالسلاح، بل بالجوع والمرض والانهيار البيئي”.

ردود فعل دولية: إدانة واسعة

وفد أثار إعلان المجاعة ردود فعل دولية واسعة، أجمعت على تحميل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن هذه الكارثة. ودعت منظمات حقوقية، من بينها هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية. إلى فتح تحقيق فوري حول جرائم الحرب المرتبطة بالتجويع، واعتبرت أن “منع الغذاء عن سكان بأكملهم يعد جريمة حرب صريحة”.

  هل لا يزال بالإمكان وقف المجزرة؟

وبالتالي فإن إعلان المجاعة في غزة لم يكن مجرد تصنيف تقني، بل نداء صرخة من قلب كارثة إنسانية مكتملة الأركان. ومع توقع تفاقم سوء التغذية حتى يونيو 2026، يطرح السؤال الأهم: هل سيتحرك العالم قبل أن يصبح كل طفل في غزة ضحية؟

شاركنا رأيك: ما هو الحل الإنساني العاجل الذي يجب تنفيذه الآن؟