الأمم المتحدة تعلن رسمياً تفشي المجاعة في غزة لأول مرة في الشرق الأوسط

أعلنت الأمم المتحدة ووكالات إنسانية دولية اليوم الجمعة رسمياً تفشي المجاعة في قطاع غزة، وهي المرة الأولى في الشرق الأوسط. يعاني أكثر من نصف مليون فلسطيني من ظروف جوع حادة، وسط تحذيرات من امتداد المجاعة إلى خان يونس ودير البلح بنهاية الشهر، ودعوات ملحة لوقف فوري لإطلاق النار وضمان دخول المساعدات.
أعلنت الأمم المتحدة وعدد من الوكالات الدولية، اليوم الجمعة، رسمياً عن تفشي مجاعة على نطاق واسع في قطاع غزة، في حدث غير مسبوق يُعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط. جاء الإعلان في بيان مشترك صادر عن منظمة الصحة العالمية (WHO)، وبرنامج الأغذية العالمي (WFP)، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، من مقر الأمم المتحدة في جنيف، ويُشكل تحذيراً دولياً عاجلاً من كارثة إنسانية لا سابق لها.
نصف مليون فلسطيني في قبضة المجاعة
أكدت المنظمات الدولية أن أكثر من 500 ألف شخص في قطاع غزة يعيشون الآن في ظروف تصنّف رسمياً كـ”مجاعة” (Phase 5) وفق التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، وهو أعلى مستوى من أزمة الغذاء. وأشارت إلى أن هذه الأعداد تضاعفت ثلاث مرات خلال الأشهر القليلة الماضية، نتيجة الحصار المفروض على دخول المساعدات الغذائية والطبية.
المناطق الأكثر تضرراً
أشار تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) إلى أن المجاعة تتفشى حالياً في محافظة غزة، مع توقعات بامتدادها إلى خان يونس ودير البلح بنهاية الشهر الحالي. وحذر الخبراء من أن سوء التغذية الحاد سيتفاقم بشكل متسارع حتى يونيو/حزيران 2026 إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة.
الصحة العالمية: المجاعة تنتشر في كل أنحاء غزة
أعلنت منظمة الصحة العالمية أن المجاعة لم تعد مقتصرة على مناطق معينة، بل تنتشر في جميع أنحاء القطاع. ووصفت الحالة بأنها “كارثة من صنع الإنسان”، مشددة على أن وقف الوفيات الناجمة عن الجوع يتطلب ضمان وصول الغذاء والإمدادات الطبية دون عوائق.
ضحايا الجوع يتزايدون: وفاة رضيعة في خان يونس
في تطور مأساوي، توفيت صباح اليوم الرضيعة غدير بريكة (5 أشهر) في خان يونس جنوبي قطاع غزة، نتيجة سوء التغذية الحاد. لتُصبح أحدث ضحية للتجويع الممنهج. وبحسب أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة. بلغ عدد الشهداء الناتجين عن الجوع وسوء التغذية 272 فلسطينياً، بينهم 113 طفلاً.
غوتيريش: المجاعة في غزة كارثة من صنع الإنسان
وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الوضع في غزة بأنه “كارثة من صنع الإنسان”. وطالب إسرائيل بضمان دخول الغذاء والمستلزمات الطبية فوراً. وشدد على أن “لا يمكن السماح باستمرار هذا الوضع دون محاسبة”، داعياً إلى وقف فوري لإطلاق النار وفتح معابر الإغاثة.
أونروا: المجاعة متعمدة ونتيجة حصار إسرائيل
قال المفوض العام لوكالة أونروا، فيليب لازاريني: “الإعلان الرسمي عن المجاعة في غزة ليس مفاجئاً، بل هو تأكيد لما نحذّر منه منذ شهور”. ووصف الوضع بأنه “مجاعة متعمدة”، ناتجة عن الحظر الإسرائيلي الممنهج على دخول الغذاء والوقود والدواء إلى القطاع على مدى أشهر.
وأضاف: “يمكن وقف انتشار المجاعة، لكن ذلك يتطلب وقف إطلاق النار فوراً، وضمان حرية عمل المنظمات الإنسانية دون عوائق سياسية أو عسكرية”.
الأمم المتحدة: الوفيات بالجوع قد تكون جريمة حرب
من جهته، أكد مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك أن “الوفيات الناجمة عن التجويع في غزة قد تصنّف كجريمة حرب. خصوصاً إذا ثبت أن هناك قصدًا بالقتل العمد عبر منع الغذاء”.
كما أكد توم فليتشر، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، أن “تجنّب المجاعة كان ممكناً لو لم تعرقل الأمم المتحدة. وأن نظام توزيع المساعدات في غزة تم تفكيكه عمداً”.
ردود فعل دولية: تحذيرات ودعوات للعمل
عقب الإعلان الأممي، أصدرت لجنة الإنقاذ الدولية بياناً وصفت فيه التقرير بأنه “جرس إنذار صارخ للمجتمع الدولي”، وطالبت بتحرك عاجل لمنع كارثة إنسانية كاملة.
بدورها، حذّرت الخارجية الألمانية من تفاقم الوضع الإنساني في غزة، ودعت إسرائيل إلى السماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل فوري وكافٍ.
الإنكار الإسرائيلي: تقارير “مفبركة” واتهامات لحماس
في المقابل، رفضت الخارجية الإسرائيلية التقرير الأممي، وادّعت أن تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي يستند إلى “أكاذيب حماس”. ووصف تقرير منظمة الصحة العالمية بأنه “مفبرك ومصمم ليلائم الحملات الدعائية”.
كذلك، هاجم جيش الاحتلال الإسرائيلي التقرير، زاعماً أن “الغزّيين يحصلون يومياً على كميات كافية من الغذاء”. وهو ادعاء يتناقض جوهرياً مع الشهادات الميدانية والبيانات الرسمية.
الحصار الممنهج: منع المساعدات وتدمير مراكز التوزيع
منذ انقلابها على اتفاق وقف إطلاق النار في مارس/آذار 2024. بدأت إسرائيل بفرض حصار ممنهج على دخول المساعدات، وحصر توزيعها عبر ما تسمّى “مؤسسة غزة الإنسانية”، وهي كيان تديره أطراف أميركية و contractor أجانب.
وخلال الأشهر الماضية، ارتكبت قوات الاحتلال وعناصر متعاقدة مجازر في محيط مراكز التحكم بالمساعدات، أسفرت عن استشهاد أكثر من 2000 فلسطيني وإصابة 15 ألفاً آخرين، وفق إحصائيات رسمية.
هل لا يزال بالإمكان إنقاذ غزة؟
إعلان الأمم المتحدة رسمياً عن تفشي المجاعة في غزة يعد نقطة تحول حاسمة في التاريخ الإنساني الحديث. لم يعد الحديث عن “خطر المجاعة”، بل عن “وجودها الفعلي”. المجاعة ليست ظاهرة طبيعية. بل نتيجة سياسات متعمدة. والسؤال الآن: هل سيتحرك المجتمع الدولي قبل أن يفوت الأوان؟ شاركنا رأيك حول ضرورة التدخل العاجل لوقف هذه الكارثة الإنسانية.
<a href="https://shorturl.fm/Udq5L" rel="nofollow ugc">https://shorturl.fm/Udq5L</a>
<a href="https://shorturl.fm/nZ0eN" rel="nofollow ugc">https://shorturl.fm/nZ0eN</a>