مساحة إعلانية

الصاروخ اليمني على إسرائيل: تصعيد إقليمي جديد وسط مخاوف داخلية وتهديدات أميركية

مساحة إعلانية
الصاروخ اليمني على إسرائيل
مساحة إعلانية

الصاروخ اليمني على إسرائيل : في تطور ميداني ينذر بتصعيد إقليمي جديد، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو اعترض صاروخًا أطلق من اليمن بعد رصد عملية الإطلاق، حسب قوله. هذه الحادثة، التي نفذت باستخدام صاروخ باليستي بعيد المدى وفقًا لما أوردته إذاعة الجيش الإسرائيلي، دفعت السلطات إلى إغلاق المجال الجوي مؤقتًا، وتفعيل صافرات الإنذار في تل أبيب الكبرى والقدس ووسط إسرائيل.

وقد شهدت الشوارع حالة من الذعر الواسع، حيث فرّ السكان إلى الملاجئ أو ارتموا على الأرض خوفًا من إصابة مباشرة. وتداولت وسائل إعلام عبرية مشاهد لسكان يختبئون خلف السيارات، وآخرين في الممرات السفلية للمباني.

 “حيتس” يتدخل… وإشادة أميركية بمنظومة الدفاع

أفادت تقارير بأن منظومة “حيتس” الدفاعية هي التي تصدت لهذا الصاروخ، وهي منظومة متطورة مخصصة لاعتراض الصواريخ الباليستية خارج الغلاف الجوي للأرض، وتعرف عالميًا باسم Arrow Defense System.

وقد أثنى السفير الأميركي في إسرائيل، مايك هاكابي، على أداء المنظومة، قائلًا:

“من حسن الحظ أن نظام الاعتراض المذهل يتيح لنا الاتجاه نحو الملاجئ والانتظار حتى زوال الخطر.”

لكن التصريح الأخطر كان تهديده المباشر لليمن، حين قال:

“ربما على قاذفات B2 أن تزور اليمن”، في إشارة صريحة إلى القاذفات الشبحية الأميركية التي شاركت سابقًا في قصف مفاعل فوردو النووي الإيراني خلال حرب الأيام الـ12، بحسب تعبيره.

هذا التصريح يظهر بوضوح تأهبًا أميركيًا للتدخل العسكري في حال استمر التصعيد من اليمن.

  53 صاروخًا من اليمن منذ عودة العدوان على غزة

ووفقًا لإذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن جماعة أنصار الله اليمنية أطلقت 53 صاروخًا باليستيًا باتجاه إسرائيل. منذ استئناف الاحتلال عدوانه على قطاع غزة قبل أكثر من ثلاثة أشهر ونصف. ويأتي ذلك ضمن ما تعتبره الجماعة ردًا على الجرائم الإسرائيلية المرتكبة بحق المدنيين الفلسطينيين.

وقد سبق لأنصار الله أن تبنّت عمليات استهدفت ميناء إيلات الإسرائيلي وسفنًا في البحر الأحمر. وهو ما اعتبره مراقبون تحولًا نوعيًا في قواعد الاشتباك الإقليمي.

  القبة الحديدية تتدخل في الجنوب: صواريخ من غزة

وفي سياق متصل، زعم الجيش الإسرائيلي مساء الثلاثاء. أنه اعترض صاروخين أطلقا من جنوب قطاع غزة باتجاه مستوطنات قريبة. وذكر في بيان أن سلاح الجو تصدى لهما بنجاح، دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.

وقد دوت صافرات الإنذار في مستوطنات مفتاحيم، عميوز، يشع، نير يتسحاق. وبري غان، وهي مناطق محاذية لحدود قطاع غزة، ما أثار قلق المستوطنين في ظل التوترات المتواصلة.

ولم تعلن أي فصيل فلسطيني مسؤوليته عن هذه العملية، ما يثير التكهنات بشأن توقيتها وربما ارتباطها بالتطورات الإقليمية الأوسع.

 قراءة في المشهد: هل المنطقة أمام تصعيد واسع؟

تظهر المعطيات الحالية أن “الصاروخ اليمني على إسرائيل” ليس مجرد حادثة عابرة، بل يمثل رسالة إقليمية مزدوجة:

  • من جهة، إثبات للقدرات الباليستية اليمنية في الوصول إلى العمق الإسرائيلي رغم بعد المسافة.
  • ومن جهة أخرى، اختبار فعلي لأنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، خاصة في ظل الحديث عن إمكانية حرب متعددة الجبهات.

التحذيرات الأميركية والتهديد المباشر بقصف اليمن، تعكس تحولًا في موقف واشنطن من الدعم الدفاعي إلى التفكير في خيارات هجومية، ما يفتح الباب أمام تصعيد خطير يشمل إيران، اليمن، ولبنان في آن واحد.

  إلى أين تتجه المعادلة الإقليمية؟

تزايد عدد الصواريخ، وتنوّع الجبهات، والتصريحات النارية القادمة من الدوحة وواشنطن وطهران، كلها مؤشرات على أن المنطقة تدخل مرحلة دقيقة من التوتر الشامل.

فهل سيكون الصاروخ اليمني هو الشرارة التي تدفع الولايات المتحدة وإسرائيل نحو فتح جبهة جديدة؟
أم أننا أمام رسائل سياسية محسوبة تهدف إلى ردع الاحتلال وكسر هيمنته الجوية؟

الأسابيع المقبلة قد تحمل إجابات أكثر وضوحًا، لكن المؤكد أن معادلة الردع الإقليمي قد تغيّرت.

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تعليقات (0)